57 حالة تلاعب في ” حسابات ” العملاء.. و العدادات ” الميكانيكية والديجتال ” كلمة السر “

مخلص عبد الحي

كنا قد انفردنا منذ حوالي ٢٥ يوما بنشر القصة الكاملة لأفندينا شمال القاهرة والتلاعب بحسابات 57 عميل ما بين مطعم ومحل تجاري وشقق إدارية وسكنية تدفع ٩ جنبها شهريا لمدة ٤٠ شهرا.. هذه الواقعة هي الأشهر والأكبر في شمال القاهرة منذ فترة طويلة ..واقعة لها أطراف عديدة ، وسحبت وراءها خيوط كثيرة وكشفت عن ” لوبي ” ضخم من الفاسدين ، بدأ يتكشف واحدا تلو الآخر .. الموظف الصغير الفاسد الذي انكشفت اللعبة علي يديه ليس سوي ” عروسة ماريونت ” تتحكم فيه عناصر اكبر واقوى ، تسانده ، تقف في ظهره ” تستف” له الأوراق .. وفي ظل غياب الرقابة والمتابعة ” السابقة ” في العهد الماضي ظل الفساد ينمو ويتكاثر وينتشر ، إلي أن جاء رئيس شركة أصر علي وضع ” يده ” في عش ” الدبابير “ ليطهر الفساد ويضرب بيد من حديد علي اي مهمل او مختاس او مرتشي او حتي متقاعس..
انكشفت الواقعة وتم إحالتها للشئون القانونية للتحقيق وعندما ظهرت في التحقيقات أمور ” غير متوقعة ” وبدأت تظهر اسماء ” كبيرة ” تم إحالة الواقعة لتقتيش الشركة القابضة لكشف كل الخيوط المتعلقة بهذه الواقعة ..وقد كان رجال التفتيش التجاري بالقابضة علي قدر المسئولية – كعهدنا بهم – رجال لا يخافون في الحق لومة لائم ، درسوا الواقعة جيدا ووضعوا أيديهم علي كافة الخيوط ، وحددوا بكل دقة الاسماء التي لها علاقة بالواقعة سواء من قريب أو بعيد ، بل إن بحثهم وتدقيقهم أسفر عن كشف وقائع اخري صحيح انها ” فرعية ” لكنها مهمة وحيوية وتخدم صلب الواقعة ” الأصلية ” .
وبناء عليه ما تم التوصل إليه تم استدعاء 15 قيادي للتحقيق بمقر الشركة القابضة علي رأسهم رئيس قطاع ” كبير ” للاستماع لهم ومناقشتهم في وقائع تعود إلي ٢٠١٨ و٢٠١٩ و٢٠٢٠ خاصة بنقل ملكية عدادات ميكانيكية وديجتال وتغيير اسماء أصحابها دون تغيير العداد نفسه رغم مرور عشرات السنوات علي تركيبه ، بمخالفة للوائح التي تنص علي ضرورة تغيير العداد الديجيتال الذي مر علي تركيبه ١٥ عام وتغيير الميكانيكي تنفيذا لقرارات وزارية كثيرة وخطط خمسية بإستبدال جميع العدادات الي مسبقة الدفع.. هذه الوقائع ترتب عليها إهدارا للمال العام ، وعدم تنفيذ قرارات وزارية وزيادة نسبة التلاعب في هذه العدادات القديمة وعدم كشفها بسهولة مما يرفع نسبة الفقد للشركة .. المحقق اثار عدة تساؤلات للمسئولين عن هذه التجاوزات ، أهمها لماذا لم يتم تعميم نقل العدادات بأسماء اصحابها دون تغيير العداد نفسه لجميع المواطنين ، لماذا مواطنين بعينهم هم من تم نقل ملكية العدادات لهم دون تغييرها لعدادات كودية ، مما يثير الشبهات حول الأمر ..
التحقيقات لازالت مستمرة ..وقضية افندينا لا زالت تحمل في ” جعبتها ” الكثير من الأسرار التي لم تبح بها بعد ، سننتظر ما تتكشف عنه عمليات البحث والتحقيق لكي يتم إسدال الستار علي قضية كبيرة هزت أرجاء ” شمال القاهرة ” ومحاسبة المتورطين فيها ايا كانت مناصبهم..
..وللحديث بقية

أخبار ذات صلة:

د. محمد اليماني يكتب ..أمن الطاقة بين الطموحات والتحديات الدكتور محمد اليماني يكتب.. تحريم وتجريم سـرقة الكهرباء تعليمات جديدة من الكهرباء لشركات التوزيع بخصوص العدادات الكودية والممارسات د.محمد سليم يكتب ..”العداد الكودي.. من حل مشكلة إلى صناعة مشكلات جديدة”