في البداية، أستأذن الأساتذة الأعزاء، خبراء الطاقة النووية، بالمشاركة في هذا الطرح، على أمل أن تكون مصر قد قطعت شوطًا طويلًا من البحث والتطوير فى هذا المجال، إدراكًا لأهميته القصوى كمصدر واعد للوقود النووي.

فرصتنا اليوم لا تتعلق فقط بمصدر طاقة جديد، بل بمنظومة طاقة بديلة قادرة على تعويض الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتحديات تخزين الطاقة الناتجة عن مصادر متقطعة كالشمس والرياح.

إن الثوريوم يفتح آفاقًا لإنتاج قدرات كهربائية كبيرة وموثوقة، تفوق ما يمكن لمحطات الطاقة الشمسية الحرارية تحقيقه منفردة، خاصة عندما نتحدث عن انشاء محطات حراية بحجم الجيجا وات .

وما يُعزز هذه الفرصة أن مصر تمتلك خامات كبيرة من الثوريوم تُصنف ضمن الدول العشر الأولى عالميًا من حيث الاحتياطي، وفقًا لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما يمنحها ميزة جيولوجية يمكن استثمارها لتحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة النووية الآمنة والحديثة.

أولًا: ما هو الثوريوم؟

الثوريوم عنصر كيميائي طبيعي رمزه Th وعدده الذري 90 غير قابل للانشطار مباشرة، لكنه يتحول داخل المفاعل النووي إلى يورانيوم-233 القابل للانشطار، بعد امتصاص نيوترون.

يُعد الثوريوم أكثر وفرة في الطبيعة بثلاثة أضعاف من اليورانيوم، ويتميز بإنتاج نفايات مشعة أقل عمرًا وأقل خطرًا، كما أن دورة وقوده أكثر أمانًا وأصعب في الاستخدام لأغراض عسكرية.

ثانيًا: لماذا يُعد خيارًا استراتيجيًا لمصر؟

ثالثًا: مقترح مشروع بحثي استراتيجي

رابعًا: التوصيات

تأسيس وحدة متخصصة داخل هيئة الطاقة الذرية لدراسة الثوريوم وتطبيقاته.

فتح مسار علمى بحثى للتعاون مع الدول الرائدة مثل الهند والنرويج والصين.

دمج الثوريوم في استراتيجية مصر للطاقة حتى 2050 كجزء من مزيج الطاقة.

إطلاق برامج بحثية وتدريبية للمهندسين والباحثين الشباب في هذا المجال.

تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في استكشاف وتصنيع مكونات الدورة النووية للثوريوم.

خاتمة

الثوريوم ليس حلاً سحريًا بديلاً لليورانيوم، لكنه فرصة استراتيجية لمصر، خصوصًا في ظل الضغوط المتزايدة على الموارد التقليدية وارتفاع التحديات المناخية.

مزيج الطاقة في مصر يجب أن يتضمن مصادر نووية آمنة وقابلة للتطوير محليًا، ويُعد الثوريوم أحد أبرز تلك الفرص غير المستغلة حتى الآن.

📎 ملاحظة:

تُشير تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن احتياطي مصر من الثوريوم يقدر بأكثر من

380 ألف طن، مما يضعها ضمن أكثر عشر دول امتلاكًا لهذا المورد عالميًا.

أخبار ذات صلة:

د. محمد اليماني يكتب ..أمن الطاقة بين الطموحات والتحديات الدكتور محمد اليماني يكتب.. تحريم وتجريم سـرقة الكهرباء د. محمد سليم يكتب ..المسارات الأربعة لعبور صيف 2025: خارطة طريق لتحقيق استدامة الطاقة صب الخرسانة الأولى لأساسات مفاعل الوحدة الرابعة بمحطة لينينجراد للطاقة النووية-2