قطاع كهرباء 6 أكتوبر .. مولد وصاحبه غائب !
الثلاثاء 05-08-2025 15:02

شكاوى متكررة من تأخير تركيب العدادات والصناديق لشهور طويلة.. واستياء من المواطنين بسبب سوء المعاملة
فني واحد فقط في الورديات.. والمهندسون “غائبون” ويتابعون بالتليفون!
مخلص عبدالحى
تتزايد شكاوى سكان مدينة 6 أكتوبر يومًا بعد يوم من قطاع شبكات كهرباء أكتوبر، بسبب ما يصفه المواطنون بـ”تعطيل متعمد” في تركيب عدادات الكهرباء، وتأخر غير مبرر في تركيب صناديق التغذية للمباني. وتأتي هذه الشكاوى في ظل قرارات واضحة من وزير الكهرباء، الدكتور محمود عصمت، بضرورة الإسراع في تركيب العدادات دون قيود أو عراقيل، وهو ما يبدو أنه لم يُطبق على أرض الواقع داخل قطاع كهرباء أكتوبر.
ويعاني عدد كبير من المواطنين الذين تقدموا بطلبات لتركيب عدادات كهرباء جديدة من تأخيرات غير مبررة، حيث تمتد فترات الانتظار لأشهر طويلة رغم استيفاء جميع الأوراق المطلوبة وسداد الرسوم.
ويشير محمود يوسف، أحد سكان أكتوبر، إلى أنه تقدّم بطلب لتركيب عداد كهرباء لمنزله وسدّد جميع المقايسات، ولم يتم التركيب لمدة تجاوزت 10 أشهر. ثم فوجئ بطلب غريب وهو تركيب صندوق أمام المنزل على نفقته، وبالفعل قام بالدفع، وانتظر أكثر من 5 أشهر دون تركيب الصندوق! ويقول: “ذهبت إلى رئيس القطاع ٦ أكتوبر ، لكن لم يستجب لي، ولا حياة لمن تنادي.”
ويضيف حسن نعمان، من سكان حدائق أكتوبر، أن المواطنين يعانون من سوء معاملة واضحة من موظفي الكهرباء، وتعنت غير مبرر، حيث لا يرغب الموظفون في العمل، وكل ما يفعلونه هو تعقيد الإجراءات وتأخيرها قدر الإمكان. ويؤكد أن هذا التأخير يُكبد المواطنين خسائر مادية، ويؤثر على انتقالهم لمنازلهم الجديدة أو بدء مشروعاتهم.
أما محمود عبد الستار، أحد سكان حدائق أكتوبر، فيقول: “قدّمت طلب تركيب عداد منذ أكثر من 4 شهور، وكلما ذهبت للاستفسار، يُقال لي انتظر دورك، دون إبداء أي أسباب واضحة لهذا التأخير. ورغم قرارات وزير الكهرباء بتبسيط الإجراءات، لم نلمس أي تنفيذ فعلي لها.”
ولا تقتصر الأزمة على العدادات فقط، بل تمتد إلى تقاعس الموظفين والفنيين عن تركيب صناديق التغذية الكهربائية أمام العمارات والمنازل، وهي صناديق تُعد حجر الزاوية في توصيل التيار، ولا يمكن الاستغناء عنها.
ويشكو العديد من سكان المناطق السكنية الجديدة من تجاهل طلباتهم المتكررة لتركيب هذه الصناديق، حيث يُبلغهم الموظفون بأن “المخازن فارغة”، بينما يرى المواطنون أن السبب الحقيقي هو الروتين والبيروقراطية المسيطرة على بعض مكاتب قطاع الكهرباء.
ووجّه المواطنون انتقادات حادة لرئيس قطاع كهرباء ٦ أكتوبر بسبب عدم قيامه بجولات ومتابعة العمل بالادارات والعمل علي تذليل العقبات امام المواطنين والاكتفاء بالجلوس في مكتبه المكيف دون النزول للميدان لمتابعة سير العمل. ويرى المتضررون أن هذا التجاهل هو السبب الرئيسي في تفاقم الأزمة، وغياب المحاسبة للموظفين المقصرين.
ويطالب المواطنون بضرورة أن يقوم رئيس القطاع بجولات ميدانية مفاجئة، للاستماع إلى شكاوى الناس مباشرة، ومراقبة أداء الإدارات المختلفة على الأرض.. لان المتابعة المباشرة هي السبيل الوحيد لضمان تنفيذ قرارات الوزارة وتخفيف العبء عن المواطنين.
ويناشد الأهالي الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء، والمهندس طارق عبد الشافي بالتدخل السريع لحل هذه الأزمات المتراكمة، وإرسال لجان تفتيش مفاجئة لقطاع كهرباء أكتوبر للوقوف على أسباب هذا التقصير ومحاسبة المسؤولين عنه. فقرارات الوزير بتقديم خدمات سريعة وفعالة للمواطنين يجب أن تُطبق فعليًا، وألا تظل مجرد وعود.
وفي السياق نفسه، تعاني معظم نقاط ورديات قطاع كهرباء أكتوبر من تقصير واضح في الحضور، حيث لا يتواجد سوى فني واحد فقط في أغلب الأحيان، رغم أن كشوف الحضور الرسمية تُثبت وجود مهندس وردية ومدير عام أو من ينوب عنه، بالإضافة إلى فني متواجد على مدار اليوم. لكن هذا “على الورق فقط”، أما في الواقع فلا يتواجد إلا الفني وحده، بينما يكتفي المهندسون بالمتابعة عبر الهاتف.
ويُصرف بدل الورديات شهريًا بالكامل، رغم غياب المهندسين، وهو ما يُثير تساؤلات عديدة حول جودة الخدمة المقدمة، إذ يُفترض وجود إشراف مباشر ومتابعة ميدانية، وليس إدارة العمل عبر الهاتف فقط.
هذا النقص في الكوادر الفنية والإدارية يؤثر سلبًا على سرعة الاستجابة لبلاغات الأعطال، ويزيد من معاناة المواطنين، خاصةً في الحالات الطارئة التي تتطلب وجود فريق عمل متكامل لحل المشكلات بكفاءة.
